بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة للتاخير, فقد أطلت التفكير قبل البدء في الكتابة,
ومع ذلك ظل يلازمني الشعور بالتقصير.
أن الوقت الذي استخدمته لم يكفي لبلورة الأفكار كلها.
السبب في ذلك قد يكون أن ما أردت كتابته أحببت أن
لا يكون مكررا لما هو شائع ومعروف, فكان علي أن
أتناول الموضوع من زوايا مختلفة وبتحليل مختلف,
على الأقل لبعض الجوانب الملحة منه.
أهمية الاختراعات في حياتنا
إذا كان قد قيل: ليس بالطعام وحده يحيى الانسان,
فان الاختراع رافق الانسان منذ وجوده في هذه الأرض.
فالطعام الذي هو عنصر مهم من عناصر الحياة, يتطلب
تحضيره او إعداده وسائل ما كانت لتوجد لولا العقل المفكر
والمبدع الذي وهبه الله للإنسان.
فالحاجة تدفع الانسان إلى إيجاد الوسائل او البدائل للأشياء
الموجودة (الأقل كفاءة) لتكون أكثر تطورا منها وأعلى كفاءة.
ومن ذلك تتبلور أهمية الأشياء المخترعة على حسب اعتماد
استخدامها ومردود عطائها من تسهيل للصعوبات
وإيجاد ما لم يكن يوجد قديما.
فالسكين الذي لا نستغني عنه قديما وحديثا يعتبر من أهم
الاختراعات التي شهدت بعض التطوير في مواد صناعته وميكنته.
ثم لننظر إلى ما حولنا من المنتجات لنعرف أهمية الاختراعات
في حياتنا وكيف أننا لا نستطيع الاستغناء عن بعضها؟
كما لا احد ينكر أن بعض الاختراعات التي أسيئ استخدامها
كان لها آثار تدميرية للإنسان وبيئته.
إن نهضة الغرب الصناعية اعتمدت أساسا على القفزات
المتتالية التي كانت الاختراعات تحقن بها مفاصلها.
وكلما تنوعت ثقافات العقول المبدعة التي تحتضنها دولة ما
كان الازدهار الصناعي والاقتصادي والنفوذ السياسي حليفها.
واقرب مثل لذلك أمريكا التي تميزت باحتضان العقول
النازفة من بلدانها الأصلية.
ولا يفوتنا أن نشيد بتجربة الدولة الصغيرة السويد
وسياستها تجاه البحث العلمي والاختراعات.
فقد قطف المجتمع السويدي ثمار رعايته للإبداع
خاصة في المجال العلمي حيث إن الميزانية التي
ترصدها الحكومة لذلك كبيرة جدا.
كما أن مرونة التعامل مع الأشياء بحرية وشجاعة
أكسبت صناعتها صلابة قل نظيرها.
إذ أن تلك الخصال مهمة عند التعامل مع نتاج
البحوث والاختراعات خاصة في وسط بحر من
الدول العملاقة التي ما فتئت تعلوا أمواجها المتنافسة.
كما أن كثير من الدول التي تنعم اليوم بالرخاء
الاقتصادي لا تملك الموارد الطبيعية لكنها تعتمد في
دخلها أساسا على ما تنتجه مصانعها في حين أن الدول
التي تجلب منها المواد الأولية (الخام) لكثير من الصناعات
تعيش شعوبها في تخلف وفقر مطقع!
فالكنز لا يحقق الرخاء ولا المنفعة إن ظل رابضا مخزونا
لا يستخدم بإتقان وكفاءة بل يصبح طامة وبلاءا عندما
يتقاتل عليه الطامعون كما يحدث اليوم مع الألماس
الذي ينتج جله في بعض الدول الإفريقية الأكثر فقرا.
والكنز يرتفع قيمته على حسب نسبة استعماله وتداوله
بكفاءة وكذلك أهمية المجال الذي يستخدم فيه وكل هذا
عن طريق الوسائل المخترعة.
فاليورانيوم الذي يعتبر أغلى من الذهب لم يكن له أهمية
قبل عدة عقود من الزمان, لكن إيجاد الوسائل التي يمكن
الاستفادة منه جعلته مهم جدا في عصرنا الذري.
اذا, بعض الوسائل المخترعة هي كنز في حد ذاتها.
لولا الاختراعات ما بلغ الانسان سطح
القمر ولا غاص في لج البحر.
والأمثلة كثيرة هي, وقد لا يسعها إلا خيال
المتخيل بل من يتمتع بسعة الخيال.
الى اللقاء في الجزء القادم:
تعريف الاختراع