قاسي زماننا..
الذي يمنحنا تأشيرة دخول لــ دنيا الفرح..
فجأة بدون سابق إنذار
يسحب منا كل وثائق السفر..
ويصدر قرارا بالنفي والهجر..!!!
سيدي..
ليس ذنبك انهم سرقوا مني أبسط التفاصيل..
لم يعلموا انها مقدسة ..
وانها ترياق حياتي
..وأني بها فقط ابدأ نهاري..
وبدونها لا تشرق شمسي
ولا يبهج صباحي..
ليس ذنبك ولا ذنبهم..
اني روح..
اجل روح..
تتعلق بكل نسمة أمل تعبق بأرجاء نفسي..
واكتفي بها..
وتغنيني عما لذ وطاب
من ملذات العمر..
ليس ذنبك ..
ولا ذنبهم أبدا..
اني أشتاقك بجنون..
وافتقدك حتى النخاع..
وابكيك كلما اشرقت الشمس وغابت .. وبعثت الحياة من جديد..
ليس ذنبك
اني اخاف ان تضيع
كما ضاعت ضحكتي..
ليت هذا العمر
نوم فقط
بلا صحو
وبلا بشر
يتعبنا وجودهم ..
وليس بأيدينا الا ان نعايشهم
ونعيش معهم
...
ليس ذنبك اني افتقد تفاصيلك .. وتفاصيلي..
وتفاصيل من حكايا
كتبناها بزاوية غطت من حولنا.. معالم كل الوجود..
فأصبحت أخاف عليك
وعليها
.. وابكيك كلما
أحسست بصقيع الفقد من حولي
يلتف حول دفء تفاصيلنا
وزاويتنا
وحكايانا....
فأنت..
وحدك تغفو كــ الملاك أو جندي اخلص النية للوطن ووضع سلاحه جانبا ليرتاح .. ثم يعاود الجهاد
انت وحدك من ارتويت من معين صدقه
ونبضه انت من اتوحد معه
وننصهر بزاويتنا بمعادلة أوجدتها صدفة عادلة
انت انا وانا انت
أما زلت انا كما قلت لي يوما..من ملكت صباحك وانعشت قلبك
بــ نبض عجزت نساء الارض عن احساسه .. أألست انا وحدي من جعل من مللك عبادة وتشتاق لي كــ الخمس .. ألست انا انت وانت أنا..؟؟
ألم تخبرني ذات لقاء..
انك صرخت تناديني منذ ألف عام
وانك تهذي بي
في كل مكان
وانسيتك ضباب المدينة..
ألست أنا
مطرك.. وصمتك..
وأملك على أرض البشر..
ألست انا كل هذا واكثر..
أشعر بوجعك سيدي..
وأدري انهم اجهضوا الامل بين اهداب عيونك
أعلم تماما
وتخبرني الزاوية كل صباح
انهم عبثوا بأحلامك الوردية
وانهم اغتالوا الفرح من ذاك الالق الذي ترسمه لنا
مع كل اشراقة
اعلم انهم اخترقوا نظرية الخنصر..
وحاولوا العبث بقوانينها..
ولكن.. هيهات..
إذن..
لقد سرقوا منا ..
كل تفاصيلنا..
وعبثوا بإبتسامات صباحنا
الذي كنا نقتات بها
أجل
سرقوا منا تفاصيلنا..؟؟؟